-A +A
بسمة إبراهيم السبيت BasmahES1@
في مرات كثيرة تمر بمواقف تغلفها لك الحياة بغلاف جميل وأنيق، تقدمها لك وتضعها في أيادي أشخاص تخجل أن ترد هداياهم أو عروضهم الجميلة، فتوافق عليها في لحظة مجاملة أو خجل، فتكتشف بعد فوات الأوان أنك وقعت في مأزق كبير دون أن تشعر. فلو أنك فكرت ولو لدقائق قبل قبولك لهذه الهدية، لاختصرت على نفسك سنوات من الألم والحيرة.

يأتي إليك شخص ويعرض عليك عرضا من عروض الحياة المغرية التي تشدنا نحوها أحلامنا وطموحتنا، تلك العروض الشهية التي غالبا ما ننجرف وراءها في لحظة رغبة أو في لحظة يأس نقبلها، كعروض (العمل، الشراكة، الإقراض، الزواج... إلخ). عرض ذكي جاء في وقت تشعر أنك في أمس الحاجة له أو وقت تشعر فيه أن لديك رغبة في تغيير مسار حياتك فتندفع نحوه أو حتى مجاملة لهذا الكريم الذي مد يده لك، فتفيق بعد أن تنجلي تلك السحابة الممطرة على حقيقة أنك في المكان الخطأ أو مع الشخص الخطأ أو تكفلت بمن لا يستحق أن تقدم له خدماتك، فعندما دقت ساعة الجد كشّر لك عن أنيابه وأغرقك بالديون في لحظة مجاملة أو لحظة تعاطفت فيها معه.


ولو أنك قدمت «لا» المنقذة، قبل «نعم» المهلكة، لأنقذت نفسك من الغرق في دوامات «نعم» التي غالبا ما تجر إلينا المصاعب إذا كانت في حالة تسرع وحماس، لو أنك قدمت «لا» أو طلبت من الشخص أن يمنحك مساحة من الوقت للتفكير ولدراسة الموضوع من كافة جوانبه قبل أن تنجرف وراءه كان ذلك أرحم لك من الصراع الذي يأتي من وراء قرار اتخذته في الوقت الخطأ.

فتذكر دائما قبل أن تقع في فخ «نعم» أن الاعتذارات المبكرة خير لك من الدخول في مآزق المجاملات التي تستنزف طاقتك.